التقدم نحـو الهاويــة

التقدم نحو الهاوية
الطريق إلى الجحيــم
عندما تنشر تقارير وإحصاءات حول الأنشطة الحضارية في العالم كالتعليم ومستوى الجامعات ونسبة الأبحاث ، نادرآ ما تظفر جامعة عربية يؤهلها لإحتلال مكانة بين الألأف من الأكاديميات . وحين تصدر تقارير إقليمية أو دولية عن الثقافة ونسبة القراءة نشعر بشيىء من الخجل الممزوج بالأسى . لأن أفضل كتاب عربي لا يوزع أكثر من خمسة ألاف نسخة، بينما يوزع كتاب عن فن الطبخ عشرات الألآف من النسخ . والوجه الأخر للمسألة يختلف كثيرآ خصوصآ حين تنتشر إحصاءات عن الأمية وعدد المعاطون بالمخدرات ،
حيث بلغ عددهم عشرون مليون إنسان عربي ، أي نسبة عشرة بالمئة من المدمنيين على كوكبنا هذا . وهي نسبة كارثية .؟؟؟ حيث هناك في بلد عربي واحد فقط أكثر من مائتي مليون فأر ، مما يقرع أجراسآ تنذر بالطاعون إذا لم يتسارع المتخصصون في عمليات إنقاذ عاجلة . فأي عبقرية تحول فائض المال إلى ظواهر سلبية وعيوب بدلآ من أن يكون مزايا . وهناك أمية اخرى في مستوى التعليم الجامعي وهي أمية المتعلمين بسبب التخلف عن متابعة ما ينتجه العالم من معرفة ،والإنقطاع عن المرجعيات ،
فإكتشاف الفقر والجهل ومختلف إفرازات التخلف لا يحتاج إلى كولومبوس جديد ، لأن هذه القارة المنكوبة تعلن عن نفسها ، وما يرشح منها ترصدها العين المجردة .
لقد بلغ الشقاء حدآ يصعب تجاوزه ولم يبقى إلا أن نستظيف موسوعة جينيس ليتسلى بها العالم عنا وعن أحوالنا . عشرون مليون مدمن عربي وهم نصاب كامل لجمهورية . وهذا العدد قابل للزيادة بسبب العدوى وخصوصآ وأن بين هؤلاء أباء وأمهات .
إن ما ينفق على الندوات حول التنمية ونقد الواقع العربي
يكفي لإغاثة ملايين العرب سواء كانوا أميين أو مدمنيين أو جياع ، لكن النوايا لا تكفي حتى ولو كانت حسنة . فالطريق إلى الجحيم معبد بالنوايا الطيبة . وما يجب الإعتراف به بدون مواربة أو تأجيل هو إنهماك العرب بأكل لحم بعظهم أحياء أو موتى .

مع تحياتي لكم
نجيب ايوب