الثوب الفلسطيني

الفلسطينيون يشترونه حنينآ والعرب تضامنآ
الثوب الفلسطيني .... نقش الوطن على خارطــة الجســد
الثوب الفلسطيني أشهر من العمل أو أكثر من عام هي المدة التي تستغرقها المرأة الفلسطينية في إنجاز التحفة الفنية المطرزة بألوان محددة ونقوش لها معنى . تنحتها أصابع ناعمة بخيوط رقيقة لتظهر للعيــان رسمتها هذه الفنانة الفلسطينية التي تزرع الأرض وتحصد السنابل نهارآ وتنجز تحفة الثوب ليلآ تحت ضوء المصباح وربما الشمعة . أنه الثوب الفلسطيني بكل ما تحمل حنينه من معنى، هذه الفنانة تناضل بإسلوبها لتحافظ على تراثها وفولكلورها الذي حاول الإحتلال بكل السب إجهاضه ، ولكن ولأن الدمع يخجل من العيون المكحلة بالسواد الذي يسهر ليلآ على تطريزه لاللون الأحمر ولأن الدمع لا يذرف إلا على الغوالي فإن لهذا الثــوب حكاية الف ليلة ولية له حكاية البداية منذو الغرزة الأولى التي تخطها زهرة لتختمها حكاية بغرزة تطرزها ام المكارم هي الجميلة التي تغنى بها درويش كلمات وقصائد عندما قال نقش الكمنجات في الخاصرة كالورد في ساحة المعارك . وهو الذي حن إلى خبز امه فهي تلك التي تحدثنا عن تاريخ وقضية يجتمعان في نقش الخيط . وللثوب الفلسطيني أبجدية تشبه الوطن حين يعبر آفق الخيط وترانيم الإبرة ليستقر فوق جسد يعذبه الحنين . ويجد في هذا الثوب ملاذآ رحيمآ وإجابة عن أسئلة يخشى من مواجهتها في المرأة كل يوم .
يبدأ الثوف بنقشة والنقشة ترقص بجوار نقشة أخرى فتصنع بقعة والبقعة تفردظلآ مزركشآ بتشكيلات هندسية تلخص حكاية ثوب مقدسي بوابة السماء التي يروي تفاصيلها خبراء التراث الفلسطيني من أرض التراث الثوب المقدسي يتعدد ألوانه واللون الأساســي الأحمر في تطريزه ويستغرق سبعة شهور عمل لإتمامه . ثوب رام الله له ميزة خاصة يختلف عن كل الأثواب وعن بقية المناظق الفلسطينية
لون القماش أبيض تطريزه يدوم أكثر من عام لكثرة النقشات المطرزة بألوان متعددة أحمر أخضر أصفر كأنه يظهر كثول الزفاف ،أما الثوب الفلاحي الذي يمثل فلسطين كلها فيتصف ببساطة قماشه وتطريزه ليعكس بساطة الشعب الفلسطيني ، فهو رمزآ للتراث البعض يرتديه يوميآ إلا أن سيدلت غالبية المناطق الفلسطينية يرتدينه في المناسبات الإجتماعية والحفلات والأعراس .
والطلب يزداد على الشال المطرز الذي يمنح السيدة دفئآ وزينة على الأكتاف خاصة في فصل الصيف.
أما للغزاوية حكاية ، ولأن غزة تمثل خاصرة الوطن فلها نصيب في الزي الفلسطيني الفولكلوري
( الثوب الغزاوي جميل كأهله )
قماشه أســود عادي وعليه تطريز بأكثر من لون يعكس الطيف الغزاوي إلآ أن الكُم يتميز بصناعته من قماش الستان الملون مع وجود خط عامودي مطرز بنفس الوان النقشات ،كما أن لأسفل الثوب ذيله نصيبآ من الفنون الغزاوية وهي عبارة تطريز ماكينة يدوية أسمها تارا تكون خيوطها باللون الذهبي ليتم حشوها يدويآ بألوان مختلفة . أم محمود سيدة في دبي في القرية العالمية عكست جمال فلسطين بإرتدائها الثوب المطرز وعلى وجهها تجاعيد القضية كلها مع نظرة عينيها الثاقبة ....
بكت بحرقة كالطيف عندما بدأت تقلب مختلف الأثواب المطرزة التي تمثل مختلف المناطق الفلسطينية بيديها التي عكست مرارة السنين والعقود والدهر
ام محمود مقدســية أوضحت أنها ترتدي الثوب المقدســـي بشكل يومي ليعرف كل من يراها أنها فلسطينية الأصل وفلسطينية العينين وفلسطينية الكفين .

مع خالص تحياتي
نجيب ايوب