نجيب ايوب عضو مبتدئ
عدد الرسائل : 56 العمر : 59 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 30/08/2009
| موضوع: الكلمــة الجمعة سبتمبر 11, 2009 3:30 pm | |
| الكلمــة
من ولدو في القرى النائية يصنعون الكلمــة حيث تـقود العقل إلى الأمام نحو أفكار وأعمال تزداد رحابة على الدوام . حين تنبثق الكلمة من أعماق الحقيقة وحيث الجهد المتواصل يمد ذراعيه نحو الكمال الفكر لا يعرف الخوف الرأٍ س يرتفع شامخآ عاليآ وحيث المعرفة حرة من نجيب ايوب
لكم تحية وســلام عاشوا بين شعاب وتضاريس حادة لا ترحم ولا تلتفت لآهات الإنسان، لكن هؤلاء بفعل العزيمة الصادقة والإصرار قذفوا بنظرتهم خلف الحقول وخلف القلاع وخلف الأسيجة والمتاريس وحلقوا بحناجرهم المتوقدة من فوق الغمام ونثروا كلماتهم عبر الصحراء وعبر البحار وعلى الرمال حيث تنبض الطبيعة إيمانآ أن الكلمة الصادقة الشفافة والكلمة المقدسة الحبلى بنورانية المشرفة ضد الجهل والتخلف ضد أبناء العتمة الظلاميين وضد الدجالين والمتفذلكين والمزيفين وضد المرتشين وضد الغزاة والأعداء اللامرئيين والمرئيين هؤلاء أبناء الكآبة وهم أيظآ أبناء المواقف العظيمة والدافئة مثل قلب طفل خجول . وهم بناة العالم والشهداء وضحايا الكلمة وعلى عاتـقهم يقع الكثير . ومن يكتب لا يتوانى ولو للحظة أو أن يتوارى خلف مشهد الغياب . أن يكون حاضرآ في السلم والحرب وفي القلق والطمأنينة و في المرض والعافية و في الليل والنهار وفي حلكة الظلام وفي أقسى ظروف الحياة مع الطفل والمرأة والشيخ في الحقول بين الفلاحين وبين الصيادين ومع كل أطياف المجتمع دون إستثناء إيمانآ بأن الكلمة بكل ما تحمل من دلالة تـقدس وتحترم وتبجل ، إيمانآ أن الكلمة تضم ولا تشتت تغذي ولا تحاصر ترفرف ولا تـقيد وتـتمدد ولا تنكمش وتنبض في الضوء وفي عتمة الليل وشراسته و تنمو في التربة الطاهرة بين مفاصل الصخور وفي المقابر ، هذا الموقف الإنساني يحسب للكاتب الذي يضحي من أجل هدف سام ونبيل هذا الذي يوهب وقته وعافيته وشبابه قربانآ للمعرفة وللكلمة ، ولكن بالمقابل هل تذهب هذه التضحية إلى درجة النكران والجحود أم أنها تقابل بالورود والأحضان ، أليس الكاتب هو أحد أبناء المجتمع ، وعليه يترتب كل أشكال وأصناف الظروف ، ألا يستحق العيش الكريم ، وأن يضمن قوت يومه وقوت أطفاله ، كيف و هو المحاصر و المحارب الضائع على الجبهات المفتوحة . من يستمع لأهآت وألآم الكاتب من يلتفت لإنسان يتألم ويحترق في اليوم الواحد مئات المرات ويصطدم بالموت المجاني وبالإنكسار والخذلان مرورآ من الشارع والوظيفة ، والمتآمر في النهاية نطلب منه أن يصنع ويخترع ويمجد التاريخ والأمم والأبطال وإلا فإن مصيره النفي والتهميش ومرتبته وتصنيفه في خانة الخونة والمتقاعسين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|