رســبو بإمـتـيـاز مقلــوب

رســبوا بإمتياز مقلوب

لم يبتلغ البحر غزة مثلما إشتهى القادة الإسرائليين ولم تذهب بساكنيها إلى الجحيم
كما تمنى لها الحاخام ولم تخرج من جلدها ولم تـقلب معطفها لأنه تهرأ على بطانته
قاومت في زمن الجيوش السبعة العائدة منكسة الرايات
وقامت من الرماد كالعنقاء في أواسط القرن العشرين الأعجف الذي وصف بأنه قرن اليهود وها هي تقوم أيضـآ لأن الصواريخ وأسلحة الإبادة ضلت الطريق إلى الروح رغم أنها مزقت الجسد. ما من حرمة لشيىء مدرسة،جامع،جامعة،مستشفى ،عربة إسعاف ،أهداف نموذجية لمن حولوا الكراهية إلى إيديولوجية ، مثلما حولوا الغدر إلى فقه أسود ، يكذب على الأرض مثلما كذب على السماء . لم تكن غزة أول الدم ، وليست الخاتمة وشقيقاتها بدءآ من قبية ،والطنطورة حتى قانا وصبرا وشاتيلا كان توقيع القاتل عليها هو ذاته بمعنى أدق البصمة هي ذاتها لأن من يزعم التقدم ويحتكر التكنولوجيا هو امي وبربري في جوهره ، وليس إمينآ على إدارة قن دجاج لأنه ما إن يملك السلاح حتى لا يفرق بين طفل وأرنب وبين قبر مفتوح على سعته وبين خندق . للمرة الألف كانت غزة ولا تزال الإختبار الكوني لما تبقى من إنسانية ومن رسـبوا بإمتياز مقلوب في المجازر السابقة كرروا الفشل في هذا الإختبار . فالصمت تواطؤ بل هو تحالف صامت ومستـتر مع القتلة . القرصان المسلح يحكم على غزة بالإعدام لأنها بالنسبة إليه حالة أبدية من العصيان ولأن هويتها ترشح من كل حجر في شوارعها وأزقتها وجدرانها ومدارسها ومساجدها وكنائسها . تلقحت غزة ضد هذا اللدغ ، الإحتلال يريد الإستحلال لكل شيىء لا يعرف الحدود ولا يفكر للحظة واحدة بأنه يسبح ضد تيار التاريخ فجـّرب كل أنواع الأسلحة القديمة والحديثة . كان مطلوبآ من غزة أن تعتذر لرابين عن عدم غرقـها بالبحر وللحاخام عن تأخر الزلزال الذي حلم به كي يريحه منها . لكنها لا تعتذر إلا عن الإستسلام وعن التحول إلى لقمة سهلة المضغ والهضم بين أنياب الوحش .
مع تحياتي لكم
نجيب ايــوب