القـبـضـة لا تـُصـافـح

القبضة لا تصافح
عبارة لها دلالة عميقة ، و ممكن أن تكون حكمة شرقية
القبضة تعني التهيؤ للضرب ، إضافة إلى التوتر ،
فهي لا تصلح للمصافحة ، ويجب أن تقابل بقبضة أخرى مضادة ،
وليس بيد مبسوطة كل البسط وأصابع رخوة نسيت كل وظائفها من الشهادة حتى الضغط على الزناد .
فهي عابرة للقارات وللثقافات ومن لغة إلى أخرى ،
فهي قاسم مشترك بين كل الصراعات وليست لها حدود ،
فهي تهاجر من بلد إلى أخر .
الصراع العربي الصهيوني والمشهد ذاته يتكرر ،
قبضة صهيونية ويد عربية مبسوطة وأصابع رخوة نسيت أهم وظائفها .
كل مرة جنح فيها العرب المعتدى عليهم إلى السلم ، حتى قاومتهم القبضة ،
والرهان على مصافحة بين قبضة مشدودة ويد مبسوطة يثير سخرية الحكمة والتي سرعان ما تتحول إلى موعظة تاريخية وأخلاقية ، لمن يعانون من إنتهاك بلغ النخاع .
المبادرة العربية مبسوطة وممدودة ولكن التعامل الصهيوني معها هو القبضة المحكمة والمهيأة للضرب ، ولا ندري لماذا يتجاهل المتفائلون بسلام أنكى من أي حرب . أن عدوهم بنى جبهته نفسيآ وثقافيآ وعسكريآ على طريقة القبضة الدائمة ، فأن الصهيونية هي الخطأ التاريخي الذي قاد إلى خطيئة سياسية لمشروع الإستيطان في فلسطين ، فهي دولة لا تستطيع الحياة من دون حروب متصلة ، فهي تموت بالســلام وتفقد ذريعتها الوحيدة التي تأسس في ضوئها تربويات الكراهية والإقصاء والعزلة .

مع خالص تحياتي لكم
نجيب ايوب